atheery

A topnotch WordPress.com site

  • About

القادسية

Posted by Atheery on جوان 7, 2012
Posted in: Uncategorized. أضف تعليق

القادسية

كان فتح القادسية نصراً عظيماً للمسلمين ،فقد كانت المعركة أضخم وأقسى ما خاضه الفرس والعرب جميعاً من معارك .. وقد استمرت حرب القادسية أربعة أشهر، وإن كانت معاركها لم تَدُرْ طاحنةً حاسمةً إلا أياماً أربعة .

ذلك ان عمر ارسل سعداً الى العراق ،فوجد بلاد العراق التى فتحها خالد والمُثَنّى ، وقد انتفضت ونقضت المواثيق ،وانقضت على جيوش المسلمين ،واضطرتهم الى الجلاء،وإدعّى أهل العراق أن الفُرس هم الذين أجبروهم على نقض العهود ، وأخذوا منهم الخراج !.. وكان الفرس قد دخلوا البلاد التى جلا عنها المسلمون، فنهبوها ، واستباحوا نساءها ، وانطلقوا فيها يعربدون ، ويفسدون ولا يصلحون .

فلما حشد الفرس أقوى وأكثف جيش يمكنهم حشده، وجعلوا عليه بطل ابطالهم ” رستم “، أرسل سعد بذلك الى الفاروق، فكتب إليه عمر يأمره بالزحف إلى القادسية : « فالقادسية هى باب الفرس .. سُدّ عليهم الطرق والمسالك، وبادرهم بالضرب والشدة، ولا يهولنَّك كثرة عَددهم وعُددهم، فإنهم أهل خداع ومكر، وإن أنتم صبرتم وأحسنتم ونويتم الأمانة رجوت أن ينصركم الله عليهم، ثم لم يجتمع لهم شملُ أبداً، إلا أن يجتمعوا وليست معهم قلوبهم .. واكتب إلىّ بجميع أحوالكم وتفاصيلها، وكيف تنزلون وأين يكون منكم عدوكم، واجعلنى بكتبك إلىّ كأنى أنظر إليكم … »

فكتب إليه سعد يصف له المواقع، ويشرح له التفاصيل التى طلبها، ثم قال « إن الفرس قد جردوا للحرب رستم وأمثاله، فهم يطلبوننا ونحن نطلبهم … فنسأل الله خير القضاء، وخير القدر فى عافية  » .

فرد عليه عمر : « قد جاءنى كتابك وفهمته، فإذا لقيت عدوك ومنحك الله أدبارهم، فإنه قد ألقى فى روعي أنكم ستهزمونهم، فلا تشُكّن فى ذلك ، فإذا هزمتهم فلاتنزع عنهم ( أى لا تتركهم ) حتى تقتحم عليهم المدائن (عاصمة الفرس )، إن شاء الله » .

 وزحف رستم بجيشه الكثيف من المدائن صوب القادسية، فى بطء شديد، حتى بلغ مشارف القادسية بعد نحو أربعة أشهر عسى أن ينفذ ما حمله المسلمون من زاد، فيمزقهم الجوع والضجر، ويعودوا بلاقتال !

فلما أوشك طعام المسلمين على النفاذ، أرسل سعد سَريّة تشترى اغناماً وأبقاراً، فلم يجدوا أحداً يبيعهم، وسألوا رجلاً عن مكان يشترون منه غنماً وبقراً، فقال : « لا أدرى » . فسمعوا خوار ثورٍ، فقال قائد السرية للرجل : « كذبت ياعدو الله ! » فدخل الرجل أَجَمَةً، فساق أغناماً وأبقاراً، وأتى بها معسكر المسلمين، فقسمها سعد، ثم أرسل السرايا تُغير على المدن والقرى من حولهم، فاستاقوا قطعاناً من الأغنام والأبقار، وألواناً من الطعام، ففزع أهل القرى إلى الملك، وقالوا « إما أن تدفع عنا العرب، وإما أن نعطيهم ما بأيدينا طائعين » .

فأرسل الملك إلى رستم يستحثه ليهاجم العرب.

تلكأ رستم، فقد كان يريد من الملك أن يرسل للعرب قائداً أدنى منه منزلةً، ويدّخره هو لما هو أشدُ خطراً ! فلما ألحَّ عليه الملك أن يهاجم العرب، أسرع فى مائةٍ وعشرينَ ألف مقاتل، يمدهم ثمانون ألفاً، ومعه ثلاثة وثلاثون فيلاً، فيهم الفيل الأبيض الذى قتل أبا عبيدٍ الثًقَفى فى موقعة الجسر، وهو فيلٌ عظيمُ الهيئة، مدربٌ على الحرب، يلقى الرعب فى القلوب، وتتبعه الأفيالُ جميعاً !

فلما دنا جيشُ رستم، أرسل سعدٌ طُلَيحَةَ بن خويلد، فى جماعةٍ من فرسان العرب ليأتيه بأخبار رستم وجنوده. وطُليحَة هذا هو ادّعى النبوة عندما مرض الرسول،وغلظت دعوته فى أول خلافة أبى بكر، فأرسل إليه الصِّديقُ جيشاً هزمه ومن معه من أهل الرِدَّة، ثم تاب طُلَيْحة وعاد إلى الإسلام.

اقتربَ طُليْحَة وصَحبِه من معسكر رستم، فلما وجدوا كثرة جنده قالوا لطُليْحَة: « انصرف بنا » قال « لا، ولكنى ماضٍ حتى أدخلَ معسكرهم، وأعلم علمهم. » قالوا: « ما نحسبُكَ تُريد إلاّ اللحاق بهم، وما كان الله ليَهديَّك بعد أن قتلت من قتلت من صحابة الرسول فى حرب الردة ! » قال: « بل ملأ الرعب قلوبكم ! » .

فانصرفوا، عنه أما هو فقد أخذ يتربص بالمعسكر حتى أظلم الليل، فرأى عظماء الفرس يسكرون ويعربدون، فلما ناموا، مرَّ بفارس عظيم منهم – يُعدُّ بألف فارس – وهو نائم، وفرسه مُقيَّد، ففك قيده، وخرج به من المعسكر، والفجر يضىء ما حوله، فاستيقظ صاحب الفرس، ونادى يستغيث أصحابه، وجرى خلف طليحة، وتبارزا فقتله طليحة، فأتاه فارس آخر، فقتله، وجاء ثالث فأسره طليحة، وعاد إلى معسكر المسلمين به أسيراً، وعلى رأسه وصدره تتلألأ الجواهر فكبر الناس .

فسأل سعد أسير طليحة عن أخبار قومه الفرس، فقال الأسير: « هم فى مائة وعشرين ألفاً يتبعها مثلها ! » ثم أثنى الأسير على شجاعة آسِرِهِ طُلَيْحَة .

* * *

ولما أصبح رستم وسَمِعَ بما جرى، تزايل فى أغوارِ نفسه، ورَكِبَهُ من التشاؤم همٌ عظيم: هاهم اولاء العرب الفقراء يتجاسرون على السادة الفرس !

وكان قد رأى من ليلته تلك فى منامه أنَّ نبى العرب أخذ أسلحة الفرس جميعاً، فأهداها عمر بن الخطاب !

استدعى رستم خاصته، وقص عليهم رؤياه، وكان مشتغلاً بالتنجيم، عالماً بتأويلِ الأحاديث، ثم قال لخاصته: « إن الله يعظنا لو اتعظنا ! »

ثم أرسل إلى سعد بن أبى وقاص: « أرسل إلينا رجلا نكلمه ويكلمنا » .

فأرسل إليه رجلاً من فرسان العرب، شجاع القلب، خشن الثوب !

فأقبل مبعوث سعد على فرسه، فى هيئة تقتحمها عيون مترفى الفرس، وقد جعل سيفه فى خِرقة، فلما انتهى إلى بساطٍ ثمينٍ قالوا له: « إنزل من على فرسك ». ولكنه لم ينزل، وتقدم بالفَرس على البساط الثمين الفاخر، فقالوا له: « ضع سلاحك » قال: « لم آتكم فأضع سلاحى بأمركم ! أنتم دعوتمونى » .

فأخبروا رستم بخبره فقال لهم: « ائذنوا له » فنزل من على فرسه، وأدخلوه على رستم، وقد أخذ زينته، وجلس على سرير واسع من ذهب، على رأسه تاج صغير تزينه لآلىء، وصدره مرصع بالجواهر، وأساور من ذهب تغطى معصميه، ودرتان ثمينتان تخفقان من أذنيه، وعلى صدره درع محلاة بالياقوت والزبرجد والمرجان والأحجار الكريمة الفريدة، وتحت قدميه بساط فاخر، عليه وسائد منسوجة بخيوط الذهب !

أقبل مبعوث سعد يتوكأ على رمحه، فلم يدع شيئا من النفائس المتناثرة على البساط إلا إخترقه بِرُمْحِه، ثم جاوز البساط والنمارق، حتى انتهى إلى الأرض فجلس عليها !

فسأله رستم: « ما حملك على ذلك ؟! » قال: « إنَّا لا نستحل القعود على زينتكم » . وكان بينهما ترجمان من الحيرة، فسأله رستم « ما جاء بكم ؟! » قال: « الله تعالى ! هو بعثنا لِنُخرِجَ مَنْ نشاء من عِبادهِ من ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن الجور إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه، فمن قَبِلَ ذلك قبلنا منه، ورجعنا عنه، وتركناه وأرضه، ومن أباه قاتلناه حتي يقضي الله إما إلى الجنة أو إلى الظفر ».

قال رستم: « قد سمعنا قولكم، فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتي ننظر فيه ؟ »

قال: « نعم، وإنّ ممّا سنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ألاّ نُمَكِنَ الأعداء أكثر من ثلاث. فنحن نمهلكم ثلاثة أيام، فانظر فى امرك، واختر واحدة من ثلاث بعد الأجل المضروب: إما الإسلام وندَعُك وأرضك، أو الجزية فنكفّ عنك وإن احتجت إلينا نصرناك، أو المُنابّذة ( يعنى القتال ) فى اليوم الرابع إلا أن تبدأنا، وأنا كفيل بذلك عن أصحابي ».

قال رستم: « أسيِّدُ أصحابِك أنت ؟! »

قال: « لا، ولكننّا كالجسد الواحد، بعضنا من بعض »

وانصرف الرجل. فلما خلا رستم بخاصته من عظماء الفرس قال لهم: « هل رأيتم أو سمعتم كلاماً قطّ أعز وأوضح من كلام هذا الرجل ؟ »

 قالوا في صلف: « معاذ الله أن تميل إلى دين هذا الكلب ! أما تري إلى ثيابه !؟ »

قال: « وَيحَكُمْ !.. لاتنظروا إلى الثياب، ولكن انظروا إلى الرأى والكلام والسيرة، إنّ العرب تستخف بالثياب، وتصون الأحساب ! ليسوا مثلكم ! »

وفى اليوم التالى أرسل رستم إلى سعد أن يبعث إليه ذلك الرجل الذى بعثه بالأمس، فأرسل إليه رجلاً آخر، فأقبل فى ثياب خشنة كصاحبه، ولم ينزل عن فرسه حتي لقي رستم فى زينته وجواهره، فقال له رستم: « انزل عن فرسك ».

قال: « لا أفعل !»

قال: « ما جاء بك ولم يأتِ الأول ؟ »

قال: « إنَّ أميرنا يحب أن يعدل بيننا فى الشِدَّةِ والرخاء، وهذه نوبتي ».

قال: « ماجاء بكم ؟ »

فأجابه كما أجابه الرجل الأول، وانصرف.

فقال رستم لأصحابه: « وَيْحَكُم ألاترون ما أرى ؟! جاءنا الأول بالأَمْسِ فحقَّرَ ما نُعظِّم .. وجاء هذا اليوم وصنع بنا كصاحبه ! »..

وسكتوا، وتبادلوا النظرات، فصرفهم عنه،وجاءه منجم،فحذَّرهُ من الحرب.

ثم إنه أوى إلى فراشه،فأصبح يبكى لرؤيا رآها، فقد رأى عمر فى عسكر فارس ومعه ملاك من السماء، فأخذ الملاك سلاح الفُرْسِ، وسلَّمَهُ لِعُمَر !

وتحاشى رستم مُصاولة العرب مرة أخرى … ورأي أن يُضجرهم بالإنتظار، وأن يناظرهم فيطيل المناظرة، عسى أن يسأموا، فيعودوا إلى ديارهم، وتكفيه آلهته قتالهم، فقد عرف أنهم يقاتلون بحرصٍ على الموت أقوى من حرصِ الفُرْسِ على الحياة !!

ومرة ثالثة أرسل إلى سعد أن يبعث إليه من يناظره .. فأرسل إليه المغيرة بن شعبة، فقال له رستم: « كنتم تقصدوننا إذا قحطت بلادكم، فنأمر لكم بشىءٍ من التمر والشعير، ثم نردّكم، وقد علمتُ أنه لم يحملكم على ما صنعتم إلا القحط فى بلادكم، فأنا آمُرُ لأميركم بكسوةٍ وبغل وألف درهم، وآمُرُ لكل رجلٍ منكم بوِقْر ( بكسر الواو أى حِمل ) من التمر، ثم تنصرفون عنَّا، فإنِّى لست اشتهى قتلكم ».

فقال المغيرةُ ساخراً: « إنّ عيالنا قد ذاقوا طعام بلادكم، فقالوا لاصبر لنا عنه ! ».

فقال رستم: « إذن تموتون دُونَهُ ».

فقال المغيرةُ: « يدخل من قُتِلَ منّا الجنة، ومن قُتِلَ منكمُ النار، ويظفر من بقى منا بمن بقى منكم ».

وركب رستم غضبٌ جائح، فقال: « أقسم بالشمس أن أقتلكم صباح الغد ».

وفى الصباح رأى سعد أن يدعو رستم إلى السلم بدلاً من الإقتتال، فأرسل إليه ثلاثة من حكماء المسلمين فقالوا: « يارستم إن أميرنا يدعوك لما هو خيرٌ لنا ولك، والعافية أن تقبل ما دعاك إليه، ونرجع إلى أرضنا وترجع إلى أرضك، وداركم لكم وأمركم فيكم، فاتقّ الله ولايكونن هلاك قومك على يديك، وليس بينك وبين أن تغتبط بهذا الأمر إلا أن تدخل فيه، وتطرد الشيطان عنك ».

لا شىء أحبّ إلى رستم من أن يتناظروا بدلاً من أن يتقاتلوا، ولكنهم يستخفون بالفُرْس، وهم ساداتهم كما يزعم لنفسه !!

قال لهم رستم: « إن الأمثال أوضح من كثير من الكلام، إنكم كنتم أهل فقر وقَشَف (مرض بالجلد) .. فلم نسئ جواركم، وكنا نُمِيرُكُم (من المِيرة أى نطعمكم) ونحسن إليكم، فلما طعمتم طعامنا، وشربتم شرابنا، وصفتم لقومكم ذلك، ووعدتموهم ثم أتيتمونا!! وإنما مَثَلُكُم ومَثَلُنا كمَثَل رجلٍ كان له كَرْم فرأى فيه ثعلباً، فقال وما ثعلب! فانطلق الثعلب فدعا الثعالب إلى ذلك الكرم، فلما اجتمعوا إليه سدَّ صاحبُ الكرم المكان الذى كانت الثعالب تدخل منه فقتلهن! فقد علمت أن الذى حملكم إلينا إنما هو الحرص والفقر، فارجعوا ونحن نطعمكم، فإنى لا أشتهى قتلكم! ومَثَلُكُم أيضاً كالذباب يرى العسل فيقول: من يوصلنى وله درهمان؟ فإذا دخله غرق، فيقول: من يخرجنى وله أربعة دراهم؟ فما دعاكم إلى ما صنعتم، ولا أرى عدداً، ولا عُدَّة !؟ ».

فقال قائلهم: « أما ما ضربت لنا من الأمثال فليس كذلك. لكن إنما مثلكم كمثل رجلٍ غرس أرضاً واختار لها الشجر، وأجرى إليها الأنهار وزينها بالقصور، وأقام فيها فلاحين يسكنون قصورها فخلا الفلاحون فى قصورهم على مالايحب، فأطال إمهالهم فلم يستجيبوا، فدعا إليهم غيرهم وأخرجوهم منها، فإن ذهبوا عنها يتخطّفهم الناس، وإن أقاموا بها صاروا خَوَلاًّ (بفتح الخاء والواو أى خدماً)  لهؤلاء، فيسومونهم الخسف أبداً، والله لو لم يكن ما نقول حقاً ولم يكن إلا الدنيا لماصبرنا عن الذى نحن فيه من لذيذ عيشكم، ولقارعناكم عليه ! ».

———-

لم يكن يفصل بين العرب والفُرْس إلا الماء، قال رستم: « أتعبرون إلينا أم نعبر إليكم؟ ». قال سعد: « بل اعبروا إلينا ».

وعبر الفُرْسُ بقيادة رستم وأخذ المسلمون مواقعهم ..

وكان سعد قد أصابته دمامل منعته من الركوب أو الجلوس، فاستلقى على وجهه، يشرف على الناس من سطح القصر، وقد أسند صدره إلى وسادة! وسمع من مكانه من يلومونه لأنه يرقد دونهم، فنزل إلى الناس، وإعتذر إليهم، وأراهم مابه، فعذروه.

وأمر سعد القراء بقراءة سورة القتال – وهى سورة الأنفال – فلما فرغوا منها، قال سعد لعسكره: « الزموا مواقفكم حتى تُصّلوا الظهر، فإذا صليتم فإنى مُكَبِّرٌ فكبروا واستعدوا، فإذا سمعتم الثانية فكبروا والبسوا عُدَتكم، ثم إذا كبرت الثالثة فكبروا، وليُنَشِّط فرسانكم الناس، فإذا كبرت الرابعة فازحفوا حتى تخالطوا عدوكم. وقولوا لاحول ولا قوة إلا بالله ».

فلما قال سعد للمرة الثالثة « الله أكبر »، برز للقتال أشجع فرسان المسلمين، وخرج إليهم أكفاؤهم من الفرس، والشمس تسطع على دروع الفُرْس، وخوذهم الذهبية تخطف أبصار العرب أمامهم! وتأهبت الصفوف، وشحذت السيوف، والخيل تصهل، والأبواق تعزف.

وخرج عظيم من الفُرْس يتحدى فرسان العرب،فبرز له عمرو بن معدى كرب، فصرعه، واستولى على سُوَارَيْه الذهبيين، ونازل أحد فرسان العرب مقاتلاً فارسياً معه متاع على بغال، فأسره الفارس العربي، واستاق ما معه، فإذا الرجل الفارسي هو طباخ الملك، معه طعام الملك، وفيه حلوى فارسية، اسمها خبيصة.. استطابها العرب..

وحث الفُرْسُ ما معهم من الفِيَلَة، وركضوها فى صفوف المسلمين، فنفرت منها الخيل، ولحق رجل من العرب خوفاً وطمعاً.. فسألوه عن أخبار الجيش الإسلامى، فأشار عليهم أن يكسروا قبيلة بجيلة فهى أخطر العرب عليهم، فوجه الفُرْسُ أفيالهم إلى بجيلة، فنفرت خيول بجيلة، وشمست على الفرسان، واضطربت صفوفها، وكادت بجيلة أن تُهزَمْ، ويُبادُ جمعها، وسعد يُشرف على المعركة من سطح قصر الإمارة، فأرسل إليهم طُلَيْحَة فى فرسان قومه وقال لهم : « دافعوا عن بجيلة ومن معها ».

فانطلق طُلَيْحَة بفرسان بني أسد، ولكن أفراسهم لم تثبت للفيلة، فاستنفر طُلَيْحَة قائد قوات الفيلة لكى ينزل عن فيله الأبيض، ويبارزه، وكلاهما على قدميه، ونزل قائد الفيلة، ومشى إلى طُلَيْحة فى دروعه المرصعة، وثيابه الموشاة بالذهب، وخوذته المتلألئة، فانقض عليه طُليْحة فقتله، فاهتز اتباعه من ركبان الفيلة، ولكنهم دفعوا بأفيالهم، فافزعت خيل المسلمين!

والمسلمون ينتظرون التكبيرة الرابعة من سعد ليشدُّوا جميعاً، فلما هتف سعد ” الله أكبر ” زحف المسلمون على قلب رجلٍ واحد…

وأرسل سعد إلى بنى تميم وكانوا أدنى قبائل العرب من دولة فارس، وأعلم العرب بكيد الفُرْس وحيلهم فى الحرب والسلم، قال سعد: « يامعشر بنى تميم، أما عندكم لهذه الفيلة من حيلة؟! » وردّ عليه قائدهم: « بلى والله ».

ونادى أمير بنى تميم فى قومه: « يامعشر الرماة فى بنى تميم، ارموا راكبى الفيلة بالسهام، وأنتم أيها الرهط من بنى تميم خذوا بأذناب الفيلة، فاقطعوا من كل فيل الحبل الذى يشد سرجه، وادفعوا عن ظهور الفيلة من ركبوها ».

وفعلوا! وتساقط راكبوا الفيلة، وفزعت الفيلة من شَدِّ أذنابها، فارتفع صياحها، فاضطربت الخيل اضطراباً عنيفاً، وزلزل المسلمون زلزالاً شديداً..!

وسعد على السطح يرى، ويتململ إشفاقاً على المسلمين، وجاءته زوجته سلمى، فشهدت ما ابتلى به المسلمون، وكانت سلمى زوجةً للمُثنَّى، فلما قُتل عنها، وأكملت العدة تزوجت سعداً، وكانت امرأة ذات رأى وحكمة ونجدة، فلما رأت اضطراب الصفوف، وكثرة الفُرْس، ومايصنعون بالمسلمين، ندَّت منها صرخة: « وامُثَنَّاه! ولا مُثَنَّى للخيل اليوم! ».

فلطمها سعد معضباً، فقالت: « أغَيرةٌ وجُبْناً؟!».

فتألم سعد مما قالته، وقال لها: « أنتِ تعلمين وتَرَيْنَ ما بى! والله لا يعذرني أحد إن لم تعذرينى! ».

وطالت المعركة حتى أقبل الليل، فكفّ الجمعان عن القتال، والتفوق للفُرْس على المسلمين.. وسعد راقد يتغيظ مما يعانى، ومما يراه، ويدعو الله!

حتى إذا أقبل الصباح، أمر سعد بدفن القتلى حيث استشهدوا، ووكل النساء بالجرحى يعالجنهم.

وإن سعداً لفى قلقه المضنى وآلامه، وإنه لينتظر المدد الذى وعد به عُمَرْ، إذا أقبلت النجدات!..

كان عُمَرُ قد أمَرَ أبا عبيدة بعد أن فتح أكثر بلاد الشام، أن يعيد إلى سعد جيش العراق، فأرسلهم أبو عبيدة، وجعل القعقاع على مقدمتهم..

والقعقاع هو الذى قال عنه أبوبكر: « لا يهزم جيش فيه القعقاع »!!

وأخذ يحرض الجنود على القتال وقال لهم: « اصنعوا كما اصنع ».

وتقدم يتحدى أن يخرج أعظم مبارزى الفُرْس ليبارزه، فبرز إليه ذو الحاجب فى الحلى والجواهر والديباج، وهو الذى أوقع بالمسلمين وأبى عبيد الثقفى فى موقعة الجسر، فعرفه القعقاع، فنادى: « يالِثَاراتِ أبى عُبيد وأصحاب الجسر!! ».

وتبارزا، فقتله القعقاع، وفرح سعد، وفرح المؤمنون، وفَتَّ مقتل ذى الحاجب فى عزم الفُرْس، وقَّوى من عزيمة المسلمين، ونادى القعقاع: « يامعشر المسلمين، باشروهم بالسيوف، فإنما يحصد الناس بها »… وتوالت النجدات من الشام، مقبلة على الجمال، فأمر القعقاع هذه القوات أن تَحْمِلَ على خَيْلِ الفُرْس بالجمال، وخيلهم لا عهد لها بالجمال.. فنفرت خيل الفُرْس من الجمال أكثر مما نفرت بالأمس خيل المسلمين من الأفيال!

وركب رستم من أمر هذه الإبل همٌ عظيم!وعاد يتذكر ما طالعته به النجوم، والرؤيا التى مابرح يراها، وفيها نذير بالهزيمة.. إن شبح الهزيمة ليطارده فى النوم واليقظة! ولكن ربما كان هذا وهم خَيَّله الشيطان !!

***

لم تشأْ سلمى أن تصعد إلى سطح القصر تواسى زوجها سعداً كما فعلت بالأمس، بل أخذت تتجول فى القصر، وزوجها يشرف على المعركة، من على سطح القصر…

وسمعت سلمى وهى تتجول صوتا موجعا ينشد: «

كفى حزنا أن تطعن الخيل بالقنا

واُتْرَكُ مشـدوداً على وِثَـاقِيــــــا

وقد كُنْـتُ ذا مالٍ كثـيـرٍ وإخـوةٍ

فقد تـركونـى واحـداً لا أخـا ليـا

فَلِلَّهِ دَرِّى يـوم أُتْـرَكُ مـوثَّقـــــا

وتَذْهَلُ عنى أسـرتى ورجاليـا!

».

فاتجهت سلمى إلى غرفةٍ مغلقة، ينطلق من خلفها الصريخ الموجع، فوجدت رجلاً فى عُدَّته الحربية، موثّقاً يتلوى، يريد أن يطرح عنه وثاقه، وسمعت أنينه يختلط بصلصلة القيد!

ففتحت الباب، وسألته إن كانت له حاجة فتقضيها، فأنبأها أنه الفارس الشاعر أبومِحْجَن، ثم قال لها: « وَيْحك! أطلقينى، ولك عهد الله إن سلّمنى الله أن أجىء حتى أضع رجلّى فى القيد، وإن قتلت استرحتم منى! » ففكت القيد، فناشدها أن تعيره البلقاء فرسة زوجها سعد ورمحه، ليُجاهد بهما.

فأعطته رمح سعد وفرسته، فاندفع نشطاً حتى اقتحم صفوف الفُرْس فكبّر، وفعل بالفُرْس الأفاعيل،وفتح الصف بعد الصف، يطيح برقاب عظماء الفُرْس عن اليمين وعن الشمال، والمسلمون خلفه على خيولهم، يتعجبون منه، وقد اشتدّ به أزرهم، وقال بعضهم: « لولا أن الملائكة لاتباشر الحرب لقلنا: إنه ملَك »، وقال آخرون: « لعله العبد الصالح الخضر الذى علّم نبى الله موسى بن عمران عليه السلام ».

وسعد بن أبى وقاص يتابع بنظره المعركة من على سطح قصر الإمارة، فيسُرُه حُسنُ بلاء المسلمين، وظهورهم على الفُرْس من يومهم هذا، ونظر إلى أبى محجن وهو يقاتل، فلم يتبين وجهه، ولكنه تعجب وقال: « الصبر صبر البلقاء، والضرب ضرب أبى محجن، ولكنّ أبا محجنٍ فى القيد! ».

فلما سجى الليل، سكت القتال، وأقبل أبومحجن فدخل القصر، ووضع رجليه فى القيد، كما وعد!.. فقالت له سلمى: « فى أىّ شىءٍ قَيَّدَك الأمير؟»

قال: « والله مافعل بى مافعل بحرام أكلته ولا شربته، ولكنّى كنت صاحب شراب فى الجاهلية، وأنا امرؤٌ شاعر يدب الشعر على لسانى، فقلت مرتجلاً فى ذلك أبياتاً منها:

إذا متُّ فادفنّى إلى أصــل كَــرْمــةٍ

تروى عظامى بعد موتى عروقها

ولاتدفنَـــــنـّى بالـفــــــلاة فإنـنــى

أخــاف إذا ما مــتُّ ألا أذوقــهـــا

فلذلك حبسنى! ».

فلما أصبحت جاءت إلى زوجها سعد، فاعتذرت إليه عما أغضبه عليها، وأنبأته بما كان من أبى محجن، فأمر بحل قيوده، وقال له: « اذهب فما أنا بمؤاخذك بشىءٍ تقوله حتى تفعله! ووجَّهَهُ إلى القتال».

فلما أصبح اليوم الثالث،تتابع المدد على جيش سعد، فدعا سعد إليه الشعراء والخطباء وعلى رأسهم عمرو بن مَعْدى كَرِب، فقال لهم: « إنكم خطباء وشعراء وفرسان العرب، فدوروا فى القبائل والرايات وحرضوا الناس على القتال ».

فدارت المعركة طاحنة، وحَصَّنَ الفُرْسُ أفيالهم بجنود ليحموها، وحَمَلَتْ الأفيال، فلم تَنْفِرْ الخيل منها كما نفرت من قبل، فقد ألفتها!

ونظر سعد إلى ميدان الحرب، فوجد الأفيال كلها تتبع الفيل الأبيض، فأرسل إلى القعقاع يأمره بأن يعمد إلى الفيل الأبيض، فيحتال حتى يصرعه، فإن فعل، سهلت السيطرة على بقية الأفيال.

فعمد القعقاع إلى رمحه، وتقدم ومعه فارس آخر برمحه، فطعنا الفيل الأبيض فى عينيه، فصاح صيحة مروعة، نفض رأسه وبدنه بقوة فوقع من كان عليه، وهو عظيم من الفُرْسْ فقتله القعقاع.. وثار الفيل الأبيض واقتحم، فزجره المسلمون بالرماح، فعاد إلى الفُرْس، فَنَحَّوه ليتقدم، فوَّلى الفيل الأبيض، فألقى بنفسه فى الماء، فهلك، وتبعته بقية الأفيال، فهلكت جميعاً..!

واشتدّ القتال حتى حَلَّ الظلام.. فانصرفوا جميعاً.

وأقبل يوم جديد، فاقتتل الفريقان طيلة الليل، ولم يحسم أحد من الجمعين المعركة.

فأصبح الناس منهكين من التعب، إذ لم ينم أحد ليلته تلك، لا من العرب، ولا من الفُرْس! فسار القعقاع بين جند المسلمين، وقال: « إنَّ النصر مع الصبر، فاصبروا ساعةً واحملوا على الفُرْس، والدائرةُ بعد ساعةٍ لمن بدأ وصبر».

وقام الخطباء ورؤساء القبائل، كلٌ يخطبُ فى معشره: « لا يكوننّ الفُرْسُ أجرأَعلى الموت منكم، ولا أَجَدَّ فى أمْرِ الله منكم! ».

وهجم العرب، واقتتل الجمعان حتى الظهر، وأصيب رستم بسهم أثبت رجله فى ركابه، وإنه ليعالج قدمه لينزع منها السهم، إذ إنقضّ عليه فارسٌ عربى، فاقتتلا، وخار رستم، وشعر بأنها النهاية، وأن هذا تأويل رؤياه..!

وإن هى إلا ضربة، فضربة، حتى قتل الفارسُ العربىُ رستم أعظم أبطال الفرس، فصاح: « الله أكبر، قتلت رستم ورب الكعبة! ».

وإذ رأى الفُرْس رأس بطل أبطالهم تطير، تخاذلوا، وأثخن فيهم العرب، فانهزم الفُرْس وفروا يلتمسون النجاة.

وغنم المسلمون كما لم يغنموا من قبل من النفائس والفرائد والأموال والسبى..

وأرسل سعد إلى عمر بانباء هذا النصر، وأقام بالقادسية ينتظر جواب عمر، فأمره بالزحف إلى المدائن عاصمة الفُرْس.

وقُتل فى حرب القادسية عشرات الآلاف من الفُرْس،أما المسلمون فقد استشهد منهم نحو ثمانية آلاف، كان منهم أولاد الخنساء الشاعرة، وكانوا أربعة رجال، وكانت أمهم قد نفرت بهم إلى القادسية، لما استنفر الفاروق احياء العرب وعشائرهم إلى العراق، ليُجاهدوا تحت إمْرَة سعد بن أبى وقاص. قالت لهم أمهم قبل معارك القادسية: « يابَنِىَّ إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، ووالله الذى لا إله إلاهو، إنكم لَبَنُو رجلٍ واحد، كما أنكم بنو امرأةٍ واحدة، ما خُنْتُ أباكم، ولا فضحت خالكم.. وقد تعلمون ما أعدّ الله للمسلمين من الثواب الجزيل فى حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خيرٌ من الدار الفانية، يقول الله عزّ وجل: ۩  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ  ۩ . فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين، فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شَمَّرَتْ عن ساقيها، فَتَيَمَّموا وَطِيسَها، وجالدوا رئيسها، تظفروا بالغُنم والكرامة، فى دار الخلد والمقامة».

فلما أصبحوا، استَبَقوا إلى مواقعهم فى الجيش، وتقدم الأكبر فقاتل حتى قُتل، وتبعه الثانى، فالثالث، فالرابع،فكلهم استشهد،واحداً بعد الآخر.

فلما بلغ الخنساء نبأ استشهاد ابنائها الأربعة جميعاً قالت: « الحمد لله الذى شرفنى بقتلهم، وأرجو من ربى أن يجمعنى بهم فى مستقر رحمته!».

وعلم عمر باستشهادهم، فأمر بأن تعطى الخنساء عطاء اولادها الأربعة.

۩ ۩ ۩

أمر سعد بعض أمراء جيوشه بأن يتبعوا الفُرْس الفارين، وألاّ يمكنوهم من النجاة كيلا تكون لهم كَرَّة على المسلمين..

فلحقوا بهم، فوجدوا الفرس ممزقين من الذعر منذ رأوا العرب قد قهروا أفيالهم التى لا تقهر، وقتلوا رستم بطل الأبطال!!

لقد فزع الفُرْسُ من هذه الروح التى عاينوها، والتى يكابدونها لأول مرة، وعجبوا لهذا الدين الجديد الذى حول هؤلاء العرب الفقراء المهزولين المجهدين إلى طاقات خارقة معجزة!!

لقد شلَّ الرعب عقول الفُرْس، حتى لقد كان الشاب الصغير من العرب يسوق أمامه ستين أسيراً من فرسان الفُرْس! وحتى لقد كان الفارسىُّ حين يوقَعُ به يقدم سلاحه للعربى ليقتله! وربما أمر العربى فارسيا بقتل صاحبه الفارسى، فذبحه!

انتظر سعد بالقادسية حتى استراحت الجيوش وشفى هو مما به، فقادهم زحفاً إلى المدائن، وعنَّ له أن يتخذ الأنبار مكاناً يُعِدُ منه لفتح المدائن، ولكن كثرة الذباب بها أضجرته هو وجنوده فتركها متجهاً إلى المدائن عاصمة الدولة الفارسية، وفى طريقه إلى المدائن،فتح بابل وعدة مدن أخرى، وقضى على فلول الفُرْس الذين تجمعوا ستقرين بمدد أرسله إليهم ملكهم.وغنم المسلمون من تلك البلاد مغانم عظيمة، كما غنموا من القادسية،وكانت مغانم القادسية من نفائس وسبايا وأموال أكثر من كل ما عرفته الجيوش الإسلامية فى كل الحروب من قبل، وأرسل سعد خمس ماغنمه إلى الخليفة، ووزع الباقى على المقاتلين.

وأرسل يشاوره فى أهل العراق الذين كانوا قد عاهدوا خالداً والمُثَنَّى، ثم نقضوا الميثاق، وزعموا أن الفُرْس همُ الذين أكرهوهم على ذلك.

فجمع عمر الناس فى المسجد وقال لهم: « إن من يعمل بالهوى والمعصية يسقط حظه ولا يضرُ إلا نفسه، ومن يتبع السُنة وينتهِ إلى الشرائع، ويلزم السبيل ابتغاء ماعند الله لأهل الطاعة، أصاب أمره، وظفر بحظه، وذلك بأن الله عز وجل يقول: ۩  وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ۩  ».

ثُمّ شاورهم فى أمر أهل العراق الذين نقضوا الميثاق، وزعموا أن الفُرْس أكرهوههم على ذلك.. فلما أجمع الناس على رأىٍ كتب عُمَرُ إلى سعد: « من أقام على عهده من أهل السواد، ولم يُعنْ عليكم بشىء، فلهم الذمة، وعليهم الجزية، وأمّا من ادعى أنه مُسْتَكْرَه فلا تصدقوهم بما ادعوا من ذلك إلا أن تشاءوا، فذلك أمر جعله الله لكم، فإن شئتم فادعوهم إلى أن يقوموا لكم فى أرضهم، ولهم الذمة، وعليهم الجزية، وإن كرهوا ذلك، فاقسموا ماأفاء الله عليكم منهم، فأموالهم فَىْءٌ لكم» (فَىْءٌ: غنيمة).

ولكنّ كثيراً من أهل العراق دخلوا فى الإسلام طائعين، لمَّا رأوا ما فعله الإسلام، ومامنحه إخوانهم العرب الفاتحين من عزة وقوة، ومنعة، وخُلُقٍ عظيم.

الإعلان

تصفّح المقالات

  • أحدث التدوينات

    • القادسية
  • الأرشيف

    • جوان 2012
  • التصنيفات

    • Uncategorized
  • منوعات

    • تسجيل
    • تسجيل الدخول
    • إدخالات الخلاصات Feed
    • خلاصة التعليقات
    • WordPress.com
المدونة على ووردبريس.كوم.
سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط: يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط. وتعني متابعتك في استخدام هذا الموقع أنك توافق على استخدام هذه الملفات.
لمعرفة المزيد من المعلومات – على غرار كيفية التحكم في ملفات تعريف الارتباط – اطّلع من هنا على: سياسة ملفات تعريف الارتباط
  • تابع متابع
    • atheery
    • ألديك حساب ووردبريس.كوم بالفعل؟ تسجيل الدخول الآن.
    • atheery
    • تخصيص
    • تابع متابع
    • تسجيل
    • تسجيل الدخول
    • إبلاغ عن هذا المحتوى
    • مشاهدة الموقع في وضع "القارئ"
    • إدارة الاشتراكات
    • طي هذا الشريط